قدمت الولاية الرابعة ابان حرب التحرير قوافل من الشهداء يعدون بالالاف و وفاءا بالعهد الذي قدمه الاباء رأيت انه من واجبي تعريف شهيد من هؤلاء الشهداء عرفانا لما قدمه من تضحيات في سبيل ان ننعم نحن بالحرية و بهذه المناسبة اخترت الشهيد المرحوم سي الجيلالي بودرنان من منطقة ثنية الحد ولاية تيسمسيلت عاصمة الونشريس الاشم ............
...
هو من مواليد سنة 1934 بالمداد و بالضبط بالمكان المسمى " الشعبة " ، أدى الخدمة الإجبارية في صفوف الجيش الفرنسي بعد بلوغه السن 18 ، فشارك من خلالها في حرب الهند الصينية آنذاك رفقة العديد من الجزائريين و من أبناء منطقته ، بعد عودته إلتحق بصفوف جبهة التحرير الوطني مع بعض أفراد عائلته ، هذه الأخيرة التي قدمت في سبيل الوطن 8 شهداء منهم إمرأة و بنتان ، إذ و نظرا لحنكته القتالية كلف برئاسة إحد الأفواج بكتيبة الحسنية التابعة لولاية عين الدفلى حاليا و ذلك بالمنطقة الثالثة ، الولاية الرابعة التاريخية ، ثم عين قائد فصيلة فقائد كتيبة بمنطقة اليوسوفية و هي إحدى بلديات تسمسيلت ، بعدها تولى منصب مسؤول الناحية الرابعة فمسؤولا عسكريا للمنطقة الثالثة بالولاية الرابعة دائما .
في أفريل عام 1961 و بينما كان الشهيد رفقة البعض من مسؤولي الناحية و كذا البعض من المجاهدين في مهمة بنواحي منطقة زدين بولاية عين الدفلى الآن متمركزين لدى أحد المناضلين ، إذ و على وشاية قام العدو بمحاصرة القرية المسماة " الزعارطة " أين قامت معركة شرسة هناك بين المجاهدين و القوات الفرنسية أدت إلى قتل العديد منهم مع إستشهاد عدد من المجاهدين من بينهم مسؤول الناحية و إصابة البعض الآخر ، تم إلقاء القبض على سي الجيلالي و نقله بواسطة طائرة عمودية إلى ثنية الحد ، و عند محاولة هبوطها ألقى سي الجيلالي نفسه منها قصد الهروب و بالفعل كان ذلك ، لكن قوات الإستعمار أطلقت عليه النار فأصابته بجروح وتمكنت من القبض عليه ثانية لتنقله بعدها إلى الثكنة الموجودة بثنية الحد التي مكثف فيها عدة أيام و نظرا لرفضه تقديم أية معلومة حول الثورة و رفقاء السلاح تحت طائلة التعذيب نقل إلى مركز التعذيب " التوتية " ببلدية الحسنية حاليا ليقتل هناك بعد أن مورس عليه أبشع أنواع التعذيب الإستعماري ، فرحم الله الشهيد و أسكنه فسيح جنانه ... المجد و الخلود لشهدائنا الأبرار..