الأسئلة تفوق عدد الإجابات حول ريال مدريد وإسرافه في سوق انتقالات اللاعبين

الأسئلة تفوق عدد الإجابات حول ريال مدريد وإسرافه في سوق انتقالات اللاعبين

في عام 1972 حقق المطرب الأمريكي جوني ناش نجاحا كبيرا بفضل أغنيته "أسئلة أكثر من الإجابات" ، واليوم ليس هناك أفضل من هذه الأغنية لينطبق على حال نادي ريال مدريد الأسباني لكرة القدم بعد صيف حافل بالنشاط حطم فيه هذا النادي الرقم القياسي في سوق انتقالات اللاعبين.

وأنفق ريال مدريد 256 مليون يورو (88ر366 مليون دولار هذا الصيف للتعاقد مع ستة لاعبين هم البرتغالي كريستيانو رونالدو من مانشستر يونايتد الإنجليزي والبرازيلي كاكا من ميلان الإيطالي والفرنسي كريم بنزيمة من ليون الفرنسي وخافي ألونسو من ليفربول الإنجليزي وراؤول ألبيول من بلنسية وإستيبان جرانيرو من خيتافي.

ولكن تثور حاليا في العاصمة الأسبانية مدريد العديد من الأسئلة التي تفوق عدد الإجابات مع انطلاق فعاليات الموسم الجديد بالدوري الأسباني.

ويأتي في مقدمة الأسئلة استفسار مهم للغاية عن كيفية إيجاد ريال مدريد لكل هذه المبالغ الطائلة رغم الأزمة الاقتصادية العالمية.

والسؤال الثاني يتركز حول كيفية استفادة ريال مدريد في الفترة المقبلة من هذه الاستثمارات الضخمة التي ضخها هذا الصيف.

أما السؤال الثالث فيدور حول ردود الفعل داخل وخارج أسبانيا تجاه هذا الإسراف والتبذير من قبل النادي الملكي في سوق الانتقالات.

ولكن ربما يكون السؤال الأكبر والأهم والأكثر انتشارا هو مدى قدرة ريال مدريد حاليا على الدخول في التحدي مع منافسه التقليدي العنيد برشلونة في الصراع والمنافسة على الألقاب محليا وأوروبيا.

وفيما يتعلق بالسؤال الأول ، لم يقدم ريال مدريد حتى الآن أي تفاصيل بشأن كيفية تمويل هذه التعاقدات التي أبرمها هذا الصيف.

ورغم ذلك ، أشارت تقارير صحفية أسبانية في حزيران/يونيو الماضي إلى أن ريال مدريد تلقى قرضا يبلغ نحو 75 مليون يورو من كل من بنكي "بانكو سانتاندر" و"كاخا مدريد".

وبدا أن فلورنتينو بيريز رئيس النادي كان الضامن للنادي في القرضين من خلال الإشارة إلى أن النادي يتوقع مكاسب تصل إلى 600 مليون يورو عبر السنوات الخمس المقبلة من خلال شركة "ميديابرو" التي اشترت حقوق البث التلفزيوني من النادي.

وتعرض كل من البنكين للانتقادات بسبب منحه هذا القرض الهائل إلى ناد لكرة القدم خلال هذه الأزمة الاقتصادية العالمية التي تواجه فيها العديد من الشركات الأسبانية مشاكل عديدة.

وشعر ميجيل بليسا رئيس بنك "كاخا مدريد" في حزيران/يونيو الماضي بأنه مضطر لتفسير هذا التصرف فأوضح أن ريال مدريد قدم للبنك ضمانات "أكثر من كافية" تكفل سداد هذا القرض.

وأضاف "سنواصل منح القروض إلى أي شخص يطلبها ويقدم إلينا ضمانات تكفل سدادها".

وتساءلت العديد من وسائل الإعلام الأسبانية وخاصة صحيفة "سبورت" الرياضية على مدار هذا الصيف عن كيفية نجاح ريال مدريد في الحصول على هذه القروض في هذا الوقت العصيب.

ويبدو أن ريال مدريد يعتزم سداد التزاماته تجاه رونالدو وكاكا وباقي اللاعبين من خلال ثلاث وسائل أولها الحصول على مقابل مادي أكبر من شركة "ميديابرو" مقابل حقوق البث التلفزيوني ، والثانية هي زيادة أسعار تذاكره الموسمية بنحو 20 بالمئة ، والثالثة من خلال بيع قمصان اللعب وباقي المنتجات التي تحمل أسماء نجومه الكبار.

وذكرت صحيفة "آس" الأسبانية الرياضية في الأسبوع الماضي أن ريال مدريد يتوقع بيع نحو مليون قميص يحمل اسم رونالدو في كل أنحاء العالم قبل نهاية العام الحالي والاحتفال بأعياد الكريسماس كما يتوقع بيع نصف مليون قميص يحمل اسم كاكا في نفس الفترة.

ولم يقدم النادي أي تفاصيل عن عدد قمصان اللعب التي باعها حتى الآن والتي تحمل أسماء نجومه.

ودافع بيريز في حزيران/يونيو الماضي عن إسرافه في سوق الانتقالات قائلا "التعاقد مع لاعبين رائعين يكون استثمارا جيدا دائما".

وبرر سياسته في التعاقد مع اللاعبين الكبار بالإشارة إلى أنه ضاعف دخل النادي خلال فترة رئاسته السابقة لريال مدريد من 2000 إلى 2006 من خلال التعاقد مع نجوم كبار مثل البرتغالي لويس فيجو والفرنسي زين الدين زيدان والبرازيلي رونالدو والإنجليزي ديفيد بيكهام.

ورغم ذلك واجه بيريز موجة انتقادات حادة ليس بسبب تحطيم الرقم القياسي في سوق انتقالات اللاعبين ولكن أيضا بسبب الرواتب الهائلة التي سيدفعها إلى رونالدو ورفاقه بالفريق.

وفي حزيران/يونيو الماضي ، أوضح رئيس الوزراء الأسباني خوسيه لويس رودريجيز ثاباتيرو المعروف بتشجيعه لفريق برشلونة أنه يرى هذا الإسراف من قبل بيريز أمرا بغيضا في هذا الوقت الذي تقترب فيه نسبة البطالة بأسبانيا من 18 بالمئة.

أما أكثر الشخصيات العامة التي انتقدت بيريز فكان لويس مارتينيز سيستاتش رئيس أساقفة برشلونة.

والآن يأتي الدور على إجابة السؤال الخاص بقدرة ريال مدريد وتعاقداته على تغيير موازين القوى في الكرة الأسبانية والأوروبية.

ورأى مشجعو الفريق ووسائل الإعلام في مدريد أن الفوز الساحق 5/صفر على بوروسيا دورتموند الألماني وديا قبل أيام يمثل ترجمة لمدى القوة التي أصبح عليها ريال مدريد.

ويبذل المدرب مانويل بيليجريني المدير الفني للفريق جهدا كبيرا من أجل اندماج اللاعبين الجدد مع القدامى في نظام واحد فعال.

ويبدو كاكا وألونسو على وجه الخصوص من العناصر القوية والمؤثرة في صفوف الفريق رغم أن رونالدو وبنزيمة لم يندمجا بعد مع الفريق بالدرجة الكافية.

وفي المقابل ، ظهر برشلونة بالمستوى الرائع الذي أنهى عليه الموسم الماضي حيث تغلب على أتليتك بلباو 3/صفر يوم الأحد الماضي ليحرز كأس السوبر الأسباني ثم انتزع لقب كأس السوبر الأوروبي بفوز ثمين 1/صفر على شاختار دونيتسك الأوكراني أمس الجمعة.
hamza-HB SY

شكرا لك